المرأة الكويتية

فريق كرة القدم النسائي الكويتي 2012
مؤشر الانحراف العددي بين الجنسين
القيمة0.274 (2012)
المرتبةال47
الوفيات بين الأمهات لكل (100,000 نسمة)14 (2010)
النساء في البرلمان7.7% (2012)
القوى العاملة النسوية47% (2012)
مؤشر الفجوة العالمية بين الجنسين[1]
القيمة0.6292 (2013)
المرتبةال116 من أصل 136

تأخرت الحركة النسائية في الكويت نسبياً فلم توجد تنظيمات أو جمعيات نسائية قبل الاستقلال، ولكن هذا لا يعني أن العنصر النسائي كان غارقاً في السلبية قبل موجة تكوين الجمعيات النسائية عام 1963 وما بعده.

فنشاط المرأة الكويتية لا يقتصر على التنظيمات النسائية الخاصة، وإنما يبرز في كافة الجمعيات تأسيساً على أن المرأة الكويتية قد عرفت طريق التعليم والوظائف العامة منذ عشرات السنين، وكان ذلك باب مشاركتها في النشاط الاجتماعي المنظم.

لم تلجأ المرأة الكويتية في المطالبة بحقها إلى العنف أو التظاهر أو فرض الواقع، وإنما اخذت الأمور (كأكثر التطورات في الكويت) تمضي بتدرج عبر حوار هادئ، على الرغم من وجود مقاومة مثلتها بعض الجمعيات الدينية، فلم يخرج الأمر عادة عن كتابة المقالات ومع هذا وجد بين الفتيات انفسهن من تعارض السفور وتدعو إلى المزيد من التريث والتدرج.

المرأة في الكويت القديمة

قد عاشت المرأة الكويتية في ظل مجتمع الغوض والسفر والرعي عيشة مختلفة، فهي لا تعرف التعليم ولا تشترك في الوظائف العامة ولا تعامل بكرامة تليق بإنسانيتها، وكان ينظر إليها في ظل قيم اشبه بقيم الجاهلية، فعلى الرغم من ان المجتمع الكويتي القديم كان يحاول دائماً ان يتمسك بالإطار الإسلامي، فإنه في جوانب معينة ومنها موقفه من المرأة أخذ ما اضافته عصور التخلف والانحطاط، وما رسبته الجاهلية في المجتمعات المنعزلة والقبلية، واخذه على انه من الإسلام، فالمرأة (عيب) يجب ان يوارى أو (نقص) يجب ان يعتذر عنه، وتبديد يجب الا يوقف به أو يركن إليه.[2]

وقد ذكر الدكتور محمد عبد الله أبو علي أن مداخل بيوت الحريم كانت تصنع على شكل زاوية حادة لتمنع رؤية من بالداخل عن العابرين، وقد وضعت اسطورة لتبرير هذا الوضع فقيل ان المدخل يبنى على هذا الشكل لرد الأرواح الشريرة عن الدخول، اذ تسير هذه الأرواح في خط مستقيم.[3]

أقوال حول فرض الحجاب في الكويت

يذكر أحمد الشرباصي أن الحجاب فرض أمام ظروف الكفاح والاضطرابات المختلفة التي عاشتها الكويت، فهو يربط بين الحجاب والحياة القبلية غير المستقرة المعرضة للغزو والسلب، وهذا تفسير قاصر (رأي محمد حسن عبد الله، انظر المراجع) فالكويت إلى الخمسينات كانت نساؤها ما تزال متحجبة ولم يكن هناك غزو أو سلب لثلاثين عاماً مضت. والسفور لا يعني تعريض المرأة للسلب كما أن الحجاب لا يحميها عند الهزيمة. وقصور هذا التفسير يتأكد حين نجد ان الحجاب مضروبا في بلاد لم تعرف البداوة ومعاركها الفجائية الماحقة.

المرأة الكويتية قديماً

كان للمرأة دوراً مهماً في المجتمع فترة الغوص والسفر والتجارة، فعمل الرجل الكويتي في الغوص أو نقل المتاجر كان يقتضيه الغياب عن بيته فترات كل عام قد تصل إلى 4 أشهر متصلة أو تزيد.

ومن الطبيعي ان تلقى مقاليد البيت إلى المرأة فهي تربي وتعد وتدخر وتنتظر وكانت تعمل يومها كله ولا ترى ذلك شيئاً وإنما تراه واجباً طبيعياً فهي تحطب وتجلب الماء وتطحن على يديها.

أول فتاة تعمل في الأماكن العامة

فاطمة عبد الكريم الشطي، هي أول فتاة تعل بالوظائف العامة وكانت تعمل في دائرة الصحة.

مريم عبد الملك الصالح، التي اولاها والدها عناية خاصة، كما نصادف حتى حفظت القرآن الكريم عند (المطوعة) ونهلت من مكتبة ابيها حتى إذا ما فتحت أول مدرسة بنات في الكويت سنة 1937 اكتشف المشرفون على المدرسة ان مريم تصلح لان تقوم بالتعليم فيها، وقد كان، فصارت أول مدرسة كويتية.

بداية الحركة النسائية في الكويت

في أواخر الاربعينات واوائل الخمسينات بدأت الحركة النسائية في الكويت لانه في هذه الفترة بدأ التفكير والتحرك يأخذ طابعاً جماعياً لا فردياً كما قامت به النساء انفسهن يطالبن بالحرية وحق العمل.

وبظهور النفط سقطت أكثر الأسباب التي كان يتذرع بها المعارضون لحرية المرأة وخروجها وعملها، لان الحياة الجديدة أصبحت تستدعي ذلك للضرورة
يعتبر الشاعر مساعد الرفاعي (1883 - 1936) من أوائل المنادين بتعليم المرأة في الكويت.[4]

دور المسرح

قد شارك المسرح المرتجل في تلك المبكرة في الدعوى إلى تعليم الفتاة وضرورة استشارتها قبل الزواج، وضرورة تعرفها إلى خاطبها قبل الاقتران به.

أول ندوة لمناقشة قضية السفور في الكويت

في سنة 1953 عقدت أول ندوة لمناقشة قضية السفور في الكويت من صاحبات الأمر وهن النساء، وإطلاق اسم (الندوة) هو من قبيل المجاز أو التسامح، فلم يحدث ان اجتمعت المتحدثات في مكان عان مع جمهور من المستمعين لعرض الرأي ومناقشته، وإنما اجتمعت بعض الآنسات في بيت إحداهن، وتناقشن حول القضية وإصدرن صورة كتابة لاقوالهن، وهذه الصورة هي التي ذاع من خلالها أمر الندوة إذ نشرتها إحدى الصحف والحديث في النص المنشور يتجه إلى القراء لا إلى المستمعين بما يكشف عن طيبعة الندوة وكيفيتها.

المشاركون في الندوة هن:

  • شيخة الحميضي
  • غنية المرزوق
  • هند سليمان المسلم
  • شيخة أحمد العناجر

المرأة الكويتية بعد الاستقلال

يبدأ الطور الثاني في اعقاب الاستقلال وتكوين الجمعيتين (انظر الجمعيات النسائية) وغيرها من الجمعيات التي تشارك فيها المرأة بنصيب موفور. على رأس تلك المرحة الثانية من مرحلتي تطور الحركة النسائية أول مظاهرة نسائية في تاريخ 17/6/1961.

أول مظاهرة نسائية

أول مظاهرة نسائية في تاريخ المرأة الكويتية في 27 يونيو1961 تأييداً لاستقلال البلاد واحتجاجاً على منكريه، وقد اقترنت الصحوة السياسية دائما بالتغيير الاجتماعي وخروج النساء في مصر في مظاهرة سنة 1919م كان اعترافاً شعبياً بضرورة رفع الحجاب والسماح بالمشاركة العامة، وقد تكرر هذا الأمر هنا وبنفس الطريقة ولنفس الأهداف وهي تدعيم الاستقلال وإشعار الآخرين بأن القضايا العامة المصرية ليست لمكاً للرجال وحدهم.

وبعدها خرجت مظاهرات وكذلك قبلها ايضاً ولكنها كانت وقفا على طالبات المدارس، اما هذه الحركة الجماعية النسوية فهي من صنع ربات البيوت المطالبات بالحرية، حرية التفكير وحرية العمل وحرية الحركة، وقد صار الأمر ممكناً بعدها، لان الدولة أصبحت تستدعي وتشجع قيام التنظيمات التي تناسب العصر، ولأن التعليم آتى بعض ثماره، ولأن المجتمع صار أكثر تقبلاً للانفتاح ومسايرة الاوضاع العصرية.

جهود المرأة في المجتمع الكويتي

أن جهود المرأة للمشاركة في أمور الوطن خرجت من دائرة الفردية إلى دائرة التنظيمات والجمعيات التي تشجها الدولة بالمنح المالية والتسهيلات المختلفة، أعترافاً بأهميتها في مجالات التربية الوطنية والخلقية والمعاونة العربية.

ولكن هذه الجمعيات وإن قامت بالجهد الأكبر في مجالات الخدمات العامة كأعمال الإغاثة والمواساة والتوعية في مجالات الصحة وما إليها، فإنها ليست كل ما تقوم به المرأة الكويتية في الكويت، هناك لجان تتكون عندما تجد حوادث معينة من سيدات المجتمع لجمع التبرعات وما أشبهها من أعمال الإغاثة، كما حدث عند نشوب المعارك سنة 1967، وحوادث الأردن سنة 1970م وغيرها، فقد قامت الجمعية الثقافية والاجتماعية النسائية بجهد كبير في هذا المجال، ولم يقتصر على جمع الأموال، وإنما تجاوزها إلى التوعية والتنظيم.

لم تعد المرأة تناقش البديهيات كحقها في التعليم أو العمل أو الخروج من البيت وانما أصبحت تطالب بمشاركة أكثر أهمية فهي اليوم تطالب بحق الاقتراع والترشيح لعضوية مجلس الأمة الكويتي وقد حصلت عليه في عام 2005م[5]

لم تعد المرأة تكتفي في الدعوة إلى رأيها بكتابة المقالات أو استنصار الرجال، وإنما صارت تسعى إلى المواجهة، بالحديث في التلفزيون وعقد الندوات العامة، بل تلجأ احياناً إلى وسائل لا تخفو من عنف كالاعتصام في الجامعى الذي لجأت إليه الطالبات لتقرير مبدأ الاختلاط، متضامنات مع زملائهن من الطلبة، وكاحتلال شرفات الزوار في مجلس الأمة لإقناع النواب في جلسة تناقش بعض مشكلات تتصل بالمرأة.

الجمعيات النسائية في الكويت

بدليل هذه الموجة ذاتها التي اثمرت جمعيات مختلفة منها:

وهي أول تنظيم نسائي، إذ اشهرت في 10 فبراير عام 1963م

وقد اشهرت في أعقاب سابقتها بتاريخ 17 فبراير1963م

وهاتان الجمعيتان تستقطبان جهود المرأة المثقفة في الكويت، وتشارك فيهما سيدات المجتمع اللامعات

وهناك جمعيات أخرى مثل جمعية المعلمين، وجمعية الصحفيين وجمعية الخريجين ورابطة الاجتماعيين تشهد مشاركة نسائية إيجابية واضحة

القائمات على الجمعيات

ان القائمات على أمور تلك الجمعيات النسائية لا يمثلن وضعاً طبقياً، فرياسة الجمعيات النسائية وعضويتها في الكويت لا تمثل نوعاً من الوجاهة الاجتماعية على نحو ما الفنا في كثير من بلاد العالم العربي يقصد منه الدعاية لشخصيات العضوات أكثر مما يقصد به الخدمة العامة.

إذ يأخذ الأمر في الكويت طابعاً عملياً جاداً، ورئيسات هذه الجمعيات وعضواتها موظفات وعاملات وربات بيوت يشاركن بالجهد الكبير في المواقف التي تستدعي مشاركة المرأة دون ان يحظين بدعاية تذكر، بل إن اسماءهن لا يعرفها الكصيرون في الكويت نفسها.

طالع أيضًا

المراجع

  1. ^ "The Global Gender Gap Report 2013" (PDF). World Economic Forum. ص. 12–13. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2019-05-15.
  2. ^ كتاب صفحات من تاريخ الكويت - يوسف بن عيسى القناعي صفحة 16 و17
  3. ^ مقالة في كتاب المرأة الكويتية في الماضي والحاضر الذي اصدرته جمعية النهضة العربية النسائية
  4. ^ سيد مساعد الرفاعي - بوابة الشعراء نسخة محفوظة 4 أغسطس 2020 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ The National Democratic Institute نسخة محفوظة 08 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]