الهجوم على كورسك (2024–الوقت الحاضر)
في 6 أغسطس 2024، أثناء الغزو الروسي لأوكرانيا في سياق الحرب الروسية الأوكرانية، شنت القوات المسلحة الأوكرانية توغلًا في منطقة كورسك الروسية واشتبكت مع القوات المسلحة الروسية وحرس الحدود الروسي.[4][5][6] ووفقًا للجانب الروسي، فقد عبر ما لا يقل عن 1,000 جندي الحدود في اليوم الأول، بدعم من الدبابات والمركبات المدرعة.[7] أُعلنت حالة الطوارئ في منطقة كورسك، ونُشرت مزيد من القوات الروسية في المنطقة. وفي 10 أغسطس، طبقت السلطات الروسية نظام «عملية مكافحة الإرهاب» في مناطق كورسك وبيلغورود وبريانسك. وبحلول نهاية الأسبوع الأول، قال الجيش الأوكراني إنه استولى على 1,000 كيلومتر مربع (390 ميل مربع) من الأراضي الروسية، بينما اعترفت السلطات الروسية بأن أوكرانيا استولت على 28 مستوطنة. وبحلول مطلع أكتوبر، توقف التقدم الأوكراني. إذ استعادت القوات الروسية في أكتوبر والنصف الأول من نوفمبر، حوالي نصف الأراضي التي احتلتها أوكرانيا في أبعد تقدم لها خلال الهجوم. أنشأت أوكرانيا إدارة عسكرية للأراضي الخاضعة لسيطرتها في 15 أغسطس 2024.[8][9]
قال مسؤولون أوكرانيون إن أهداف العملية تشمل إلحاق الضرر بالجيش الروسي، وأسر القوات الروسية، وإجبار وحدات المدفعية الروسية بالتراجع بعيدًا عن مداها، وإعاقة خطوط الإمداد الروسية، وتحويل جهود قواتها إلى جبهات أخرى. تهدف العملية كذلك إلى الضغط على الحكومة الروسية وإجبارها على الدخول في مفاوضات سلام «عادلة».[10][11] وبحلول نهاية أغسطس، بدأت العملية تتعرض لانتقادات بسبب تحويل جهود القوات الأوكرانية عن الشرق، وتوسيع رقعة انتشارها، وبالتالي تفريق العناصر، على طول الجبهة والسماح لروسيا بالتقدم نحو بوكروفسك. وقد كانت بوكروفسك وكوراخوف، حسب تعبير القائد العسكري الأوكراني ألكسندر سيرسكي، جزءًا من خطة استراتيجية تهدف إلى تشتيت القوات الروسية، بتوجيه انتباهها بعيدًا عن مناطق أخرى.[12] وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن هذا الهدف قد فشل على ما يبدو، إذ عززت القوات الروسية موقعها، بدلًا من ذلك، على خط المواجهة في بوكروفسك. أفاد معهد دراسة الحرب أن روسيا نقلت قواتها من مناطق اعتبرتها «ذات أولوية أقل» (خاركوف ولوغانسك وخيرسون وزابوريزهيا وكالينينغراد)، ولكنها لم تنقلها من منطقة دونيتسك. ووفقًا لدورية بوليتيكو، صدرت كذلك انتقادات أخرى من بعض كبار القادة العسكريين في أوكرانيا بمن فيهم فاليري زالوجني وإميل إشكولوف. وبحلول 20 نوفمبر 2024، باتت العملية في كورسك تُعتبر فشلًا استراتيجيًا مكلفًا لأوكرانيا، وفقًا لباحثين في كلية الملك بلندن.[13]
فاجأ هجوم كورسك كل من روسيا وحلفاء أوكرانيا. وهو الهجوم الحدودي الأكثر أهمية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، والأول الذي تنفذه القوات النظامية الأوكرانية على الأخص. وقد حدثت توغلات أصغر في وقت سابق داخل روسيا من قبل القوات الموالية لأوكرانيا بدعم من أوكرانيا ولكنها نفت تورطها الصريح.[14]
الخط الزمني
الهجوم الأوكراني في 2024
6 أغسطس
في 6 أغسطس 2024، ورد أن روسيا نشرت قوات جوية ومدفعية بهدف مواجهة توغل حدودي أوكراني في منطقة كورسك. عبر المقاتلون الأوكرانيون، المجهزون بالدبابات والمركبات المدرعة، إلى الأراضي الروسية. وردت وزارة الدفاع الروسية بإرسال قوات ووحدات طيران إلى المنطقة. ووفقًا لروسيا، فإن التوغل شمل نحو 300 جندي أوكراني و11 دبابة وأكثر من 20 مركبة قتالية مدرعة، وكان يستهدف اتجاهين: أوليشنيا باتجاه سودجا، شرق وشمال شرق سومي، ونحو نيكولاييفو دارينو، شمال وشمال شرق سومي. وورد أن قوات أحمد الشيشانية كانت ترد على الغارات، لكنه حتى تاريخ 13 سبتمبر 2024 لم تكن هذه الادعاءات قد ثبتت صحتها بعد.[15]
بدأ الهجوم في الساعة 08:00 بتوقيت موسكو. وفي حوالي الساعة 18:20، أصدرت القوات الروسية بيانًا على تطبيق تلغرام، زعمت فيه أنها دفعت الأوكرانيين إلى الوراء عبر الحدود، وألحقت خسائر كبيرة بالمدفعية وأطلقت ضربات جوية وطائرات بدون طيار، ثم عملت على تحرير البيان لاحقًا لتشير إلى أن القتال مستمر. ونشرت موسكو مقاطع فيديو يُزعم أنها تُظهر استهداف الدبابات الأوكرانية من الجو. وأشارت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن الطائرات الحربية الروسية كانت تعمل على ارتفاعات منخفضة فوق منطقة كورسك لصد الهجوم. وأفاد أليكسي سميرنوف، القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك، أن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم خلال الأحداث: امرأة في عملية التوغل الحدودي وشخصان في هجمات منفصلة بطائرات بدون طيار. لم يأخذ مدونو الجيش الروسي الغارات المزعومة على محمل الجدية باعتبارها «فاشلة» و«حيلة إعلامية».[16][17][18]
زعم مدونون عسكريون روس أن الهجوم كان من تنفيذ فيلق المتطوعين الروسي، في حين ذكرت دورية صوت أوكرانيا الجديد نقلًا عن مصدر في الاستخبارات العسكرية الرئيسية في أوكرانيا أن فيلق المتطوعين الروسي لم يكن حاضرًا. ورفض حليف فيلق المتطوعين الروسي، فيلق حرية روسيا، الذي رافق فيلق المتطوعين الروسي في غارة في وقت سابق من العام، التعليق عما إذا كان مشاركًا.[19]
7 أغسطس
زعم أحد المدونين العسكريين أن القوات الأوكرانية استولت على 11 مستوطنة وتقدمت 14 كيلومترًا (9 أميال) في عمق المنطقة. وأمر الرئيس فلاديمير بوتين الوكالات الحكومية «بتقديم المساعدة اللازمة للسكان»، وأُرسل نائب رئيس الوزراء دينيس مانتوروف للإشراف على عملهم. ووضع الحاكم سميرنوف منطقة كورسك تحت حالة الطوارئ.[20]
التقى بوتين بأعضاء بارزين في المؤسسة الأمنية بمن فيهم فاليري غيراسيموف وألكسندر بورتنيكوف وسيرغي شويغو وأندريه بيلوسوف بشأن غزو كورسك. أخبر غيراسيموف بوتين أن نحو 1,000 جندي أوكراني شاركوا في الهجوم وأن تقدمهم توقف.[21]
أكدت لقطات مكانية محددة جغرافيًا أن القوات الأوكرانية تقدمت مسافة 10 كم على الأقل (6.2 ميل) عبر الحدود الروسية، بعد أن اخترقت خطين دفاعيين روسيين على الأقل ومعقلًا. وأشارت مصادر روسية إلى أن القوات الأوكرانية كانت تحاول التقدم على طول الطريق السريع 38كيه-030 سودجا كورينوفو، وزعم أحد المدونين العسكريين البارزين التابعين للكرملين أنه بحلول الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي يوم 7 أغسطس، تقدمت القوات الأوكرانية شمال غرب وجنوب شرق الطريق السريع وكانت تقاتل حينئذ على مشارف كورينيفو وسودجا. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت لقطات مكانية محددة جغرافيًا أربعة أفراد أوكرانيين يأسرون ما لا يقل عن 40 أسير حرب روسي، بالإضافة إلى القتال داخل حدود مدينة سودجا، حيث استولت القوات الأوكرانية على محطة وقود ونقطة تفتيش دخول. في اليوم السابق، زُعم أن القوات الأوكرانية أسرت 35 جنديًا روسيًا بعد فشلهم في منع حدوث اختراق. وفي الوقت نفسه، زعم ملازم أوكراني، يحمل رمز النداء «أليكس»، أن 300 جندي روسي أُسروا في «جمهورية كورسك الشعبية» خلال يومين، وأن العملية «نفذتها مجموعة من التشكيلات المسلحة المجهولة». وأضاف أنه يأمل أن يجري تسليمهم إلى وحدته.[22]
أفاد النائب الأوكراني أوليكسي غونتشارينكو أن القوات الأوكرانية استولت على مركز سودجا للغاز الذي يغذي خط أنابيب أورنغوي-بوماري-أوغورود الممتد في أنحاء أوروبا. بالإضافة إلى ذلك، كان ثمة تقارير عن اشتباك في إيفنيتسا، قرية تبعد 24 كيلومترًا (15 ميلًا) عن الحدود.[23]
المراجع
- ^ Igor Guzhva. "Strana.ua".
- ^ Igor Guzhva. "Strana.ua".
- ^ "أرجومنتي إي فاكتي" (بالروسية).
- ^ "Russia says it moves troop reserves to border after Ukrainian attack". رويترز (بالإنجليزية). 6 Aug 2024. Archived from the original on 2024-08-06. Retrieved 2024-08-06.
- ^ "Russia claims it is repelling Ukrainian border attack". دويتشه فيله (بالإنجليزية). 6 Aug 2024. Archived from the original on 2024-08-06. Retrieved 2024-08-06.
- ^ Miller, Christopher (6 Aug 2024). "Moscow claims Ukraine has launched offensive inside Russia". فاينانشال تايمز (بالإنجليزية). Archived from the original on 2024-08-07. Retrieved 2024-08-06.
- ^ Waterhouse، James؛ Gozzi، Laura (8 أغسطس 2024). "State of emergency declared as Ukraine launches raid into Russia". بي بي سي نيوز. مؤرشف من الأصل في 2024-08-09. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-09.
- ^ Ivashkiv, Olena (10 Aug 2024). "Russian authorities impose counter-terrorist operation regime in 3 oblasts". Ukrainska Pravda (بالإنجليزية). Archived from the original on 2024-08-16. Retrieved 2024-08-12.
- ^ "Russia evacuates tens of thousands amid Ukraine incursion". صوت أمريكا. 10 أغسطس 2024. مؤرشف من الأصل في 2024-08-16. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-10.
- ^ Horton، Alex؛ Korolchuk، Serhii (2 أكتوبر 2024). "Ukraine's east buckling under improved Russian tactics, superior firepower". Washington Post. مؤرشف من الأصل في 2024-10-09.
- ^ Miller، Christopher (30 أغسطس 2024). "Volodymyr Zelenskyy faces backlash over Russia's breach of eastern defences". FT. مؤرشف من الأصل في 2024-08-31. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-31.
- ^ Abishev، Ilya؛ Bennett، Tom (1 سبتمبر 2024). "Russia pushes on key Ukraine city while Kyiv's Kursk incursion slows". BBC. مؤرشف من الأصل في 2024-09-02. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-02.
- ^ Dettmer، Jamie (16 سبتمبر 2024). "Zelenskyy was urged not to invade Kursk. He did it anyway". Politico.
- ^ "Russia battling major Ukrainian cross-border incursion for third day". Al Jazeera. مؤرشف من الأصل في 2024-08-08. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-08.
- ^ "Russian General Staff Ignored Intel Reports Predicting Incursion into Kursk Region". Kyiv Post. 9 أغسطس 2024. مؤرشف من الأصل في 2024-08-18. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-17.
- ^ "How Russia looked the wrong way as Ukraine invaded". Reuters. 17 أغسطس 2024. مؤرشف من الأصل في 2024-12-18.
- ^ Weiss، Michael (14 أغسطس 2024). "How Ukraine Caught Putin's Forces Off Guard in Kursk — And Why". New Lines Magazine. مؤرشف من الأصل في 2024-08-14. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-17.
- ^ "How the Ukrainian army easily entered Russia and is holding its positions". لو موند. 14 أغسطس 2024. مؤرشف من الأصل في 2024-08-18. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-17.
- ^ Kottasová، Ivana (16 أغسطس 2024). "Putin promised poorly trained conscripts wouldn't be sent to war. Now the front line has come to them". سي إن إن. مؤرشف من الأصل في 2024-08-18. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-17.
- ^ Wolkov، Nicole؛ Gasparyan، Davit؛ Mappes، Grace؛ Evans، Angelica؛ Kagan، Frederick W. (6 أغسطس 2024). "Russian Offensive Campaign Assessment, August 6, 2024". معهد دراسة الحرب. مؤرشف من الأصل في 2024-08-07. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-06.
- ^ Kottasová، Ivana؛ Gak، Kostya (13 سبتمبر 2024). "Ukraine's Kursk offensive was seen as a major success, but it came at a huge cost". CNN News. اطلع عليه بتاريخ 2025-01-11.
- ^ "Russia Says Deployed Aviation, Artillery To Repel Ukrainian Border Attack". Barron's. 6 أغسطس 2024. مؤرشف من الأصل في 2024-08-07. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-06.
- ^ Герасимов назвал целью ВСУ в Курской области захват Суджанского района. 7 أغسطس 2024. مؤرشف من الأصل في 2024-08-08. اطلع عليه بتاريخ 2024-08-07.